مسالك المحرومين في شهر رمضان
إدارك شهر رمضان، فتلك فرصة للفوز ومغفرة الذنوب، فمن خرج منه ولم يغفر له فهو من المحرومين، أخرج الحاكم في مستدركه من حديث كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “احْضُرُوا الْمِنْبَرَ“، فَحَضَرْنَا، “فَلَمَّا ارْتَقَى الدَّرَجَةَ قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّانِيَةَ فَقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ ارْتَقَى الدَّرَجَةَ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: آمِينَ، فَلَمَّا فَرَغَ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ“، قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ سَمِعْنَا مِنْكَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنَّا نَسْمَعُهُ؟ قَالَ: “إِنَّ جِبْرِيلَ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّانِيَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ، فَلَمَّا رَقِيتُ الثَّالِثَةَ قَالَ: بَعُدَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ الْكِبَرُ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ، فَقُلْتُ: آمِينَ“، وعند الترمذي “رغم أنف امرئ أدرك رمضان ولم يغفر له“.
إن مجرد إدراك رمضان فرصة ذهبية، ليس كل أحد ينالها، فمن نالها فقد تهيأت له الفرصة لمغفرة الذنوب، فإن فرَّط في أسبابها، كان من المحرومين، وأسباب المغفرة سهلة، فقط تصوم إيمانًا واحتسابًا، وتندم على ما فات من تفريطك، وتقلع عن الذنوب، وتعزم على عدم العودة لها، فيغفر الله لك.
ومن المحرومين -عباد الله- من صام عن الحلال وأفطر على الحرام، صام عن الأكل والشرب مما أحل الله لغير الصائم، ولم يصم عن الغيبة والنميمة والباطل والزور، فهذا من المحرومين، والعياذ بالله، أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: “مَن لم يَدَع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه“.
إن من المحرومين من يصوم وهو لا يصلي والعياذ بالله، فمثل هذا كمثل الذي يبني بيتًا على الماء، فكيف يقبل منه وهو لا يصلي، غير أن أمثال هؤلاء إنما يصومون مجاراةً للناس وحياء والعياذ بالله، (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[النساء:108].
ومن المحرومين كذلك: من يشعر أن رمضان شهر كَبْت الحريات، ومنع الشهوات، ويصوم على مَضَض، وهو كارِهٌ، ويتمنى لو انتهى شهر رمضان في أسرع وقت، فمثله لا يتلذذ بالعبادة ولا يطلب الأجر في فعلها، فحَرِيّ به أن يكون من المحرومين.
ومن المحرومين: من يقضي وقت الصوم بالنوم، وإذا أفطر جاب الشوارع والأسواق متسكعًا يبحث عن اللهو واللعب، وربما أزعج الخلق وآذاهم، حتى إذا طلعت الشمس رمى بنفسه كالجثة الهامدة حتى يؤذن المغرب، فلم يصلِّ مع الناس، ولم يتذوق طعم الصيام.
ومن المحرومين من إذا حضر رمضان سافر عن البلد ليفطر ويهرب من الصوم؛ فكل هؤلاء على خطر عظيم، ولم يعرفوا الحكمة من الصيام، ولم يتذوقوا نور الإيمان، ألا فلنحذر من أن نكون من هؤلاء المحرومين، والعياذ بالله.
اللهم بلغنا شهر رمضان ووفقنا فيه للسباق في ميادين البر والإحسان
إن مجرد إدراك رمضان فرصة ذهبية، ليس كل أحد ينالها، فمن نالها فقد تهيأت له الفرصة لمغفرة الذنوب، فإن فرَّط في أسبابها، كان من المحرومين، وأسباب المغفرة سهلة، فقط تصوم إيمانًا واحتسابًا، وتندم على ما فات من تفريطك، وتقلع عن الذنوب، وتعزم على عدم العودة لها، فيغفر الله لك.
ومن المحرومين -عباد الله- من صام عن الحلال وأفطر على الحرام، صام عن الأكل والشرب مما أحل الله لغير الصائم، ولم يصم عن الغيبة والنميمة والباطل والزور، فهذا من المحرومين، والعياذ بالله، أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة قال -صلى الله عليه وسلم-: “مَن لم يَدَع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه“.
إن من المحرومين من يصوم وهو لا يصلي والعياذ بالله، فمثل هذا كمثل الذي يبني بيتًا على الماء، فكيف يقبل منه وهو لا يصلي، غير أن أمثال هؤلاء إنما يصومون مجاراةً للناس وحياء والعياذ بالله، (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[النساء:108].
ومن المحرومين كذلك: من يشعر أن رمضان شهر كَبْت الحريات، ومنع الشهوات، ويصوم على مَضَض، وهو كارِهٌ، ويتمنى لو انتهى شهر رمضان في أسرع وقت، فمثله لا يتلذذ بالعبادة ولا يطلب الأجر في فعلها، فحَرِيّ به أن يكون من المحرومين.
ومن المحرومين: من يقضي وقت الصوم بالنوم، وإذا أفطر جاب الشوارع والأسواق متسكعًا يبحث عن اللهو واللعب، وربما أزعج الخلق وآذاهم، حتى إذا طلعت الشمس رمى بنفسه كالجثة الهامدة حتى يؤذن المغرب، فلم يصلِّ مع الناس، ولم يتذوق طعم الصيام.
ومن المحرومين من إذا حضر رمضان سافر عن البلد ليفطر ويهرب من الصوم؛ فكل هؤلاء على خطر عظيم، ولم يعرفوا الحكمة من الصيام، ولم يتذوقوا نور الإيمان، ألا فلنحذر من أن نكون من هؤلاء المحرومين، والعياذ بالله.
اللهم بلغنا شهر رمضان ووفقنا فيه للسباق في ميادين البر والإحسان
اسم الموضوع : مسالك المحرومين في شهر رمضان
|
المصدر : • رمضان شهر الخير ∫