• لا يمكن تحميل الملفات المرفقة الا بعد الرد على الموضوع

الصوم مدرسة القيم والأخلاق

Z

zxc

إنضم
17 فبراير 2015
المشاركات
96,296
مستوى التفاعل
58
غير متصل
الصوم مدرسة القيم والأخلاق
إن للقِيَم الأخلاقية والخصال الكريمة في الإسلام القَدْر الأعظم والشأن الأتم، فقد تواترت النصوص الشرعية بالحث على محاسن الأخلاق وجميل الخلال، قال جل وعلا في وصف أفضل الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[الْقَلَمِ: 4]، وإن العبادات المشروعة على تنوعها تحمل في مضامين مقاصدها التَّبَعِيَّة، وغاياتها الغزيرة ما يبعث المسلمَ على التحلي بالأخلاق الفضلى، والاتصاف بالمثل العليا؛ لتقوم حياة المجتمع ككل في إطار منظومة أخلاقية نبيلة، وسجايا جميلة تجعله مجتمعًا سعيدًا راقيًا، تعبق فيه الفضائل بشتى أشكالها، والمكارم بمختلف صورها.

وشهر رمضان شُرِعَ فيه من العبادات والتقرُّبات ما يربِّي النفوسَ ويزكيها، ويهذِّب الجوارحَ ويُصلحها، مما يعود على المسلمين جميعًا بتربية تقود إلى خير المسالك وأنبل القِيَم، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجودَ الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآنَ، فلَرَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أجودُ بالخير من الريح المرسَلَة” (متفق عليه)، والجود معنى شامل لجميع المحاسن والمكارم الرفيعة والفضائل العلية.

في صوم شهر رمضان تربية الخَلْق على البعد عن الرذائل المتنوعة والنأي بالنفس عن المساوئ والأخلاق القبيحة، قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لَمْ يَدَعْ قولَ الزورِ والعملَ به فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامَه وشرابَه“(رواه البخاري).

ومن هنا، ومن هذه المدرسة قال جابر -رضي الله عنه-: “إذا صُمتَ فليَصُمْ سمُعَكَ وبصرُكَ ولسانُكَ عن الكذب والمأثم، وَدَعْ أذى الخادمِ، وليكن عليكَ وقارٌ وسكينةٌ يومَ صَوْمِكَ“، والمراد الاستقامة الدائمة على هذه الفضائل، والمتابَعة المستمرة للسَّيْر على تلك الشمائل الشريفة، قال صلى الله عليه وسلم: “فإذا كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإن شاتَمَه أحدٌ أو قاتَلَه فليَقُلْ: إني امرؤ مسلم“.

في رمضان تربية المسلم على الرحمة بجميع صُوَرِها، ومختلف أشكالها، ومن مظاهر ذلك ما جاء فيه من فضل الصدقة وتفضيل الصائم وإطعام الجائع وسدّ خلة المحتاج، وبذا يتذكَّر المسلمُ ويتعلَّم أن صفة الرحمة بأوسع معانيها وأشمل صورها وأجمل مسالكها هي صفة عظيمة يجب أن يتحلى بها في جميع أزمانه وكافة تعاملاته؛ لقوله -تعالى-: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)[الْبَلَدِ: 17]، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: “ترى المؤمنينَ في تراحُمِهم وتوادِّهم وتعاطُفِهم كمثلِ الجسَدِ، إذا اشتكى منه عضوٌ تَدَاعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهَر والحُمَّى” (متفق عليه)، وفيهما أيضا قوله -صلى الله عليه وسلم-: “الراحمون يرحمهم الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرض يرحمكم مَنْ في السماء“.

الرحمة بالخَلْق -أيها المؤمنون- صفة جليلة، ومقصد عظيم من مقاصد التربية بسائر العبادات ومنها الصوم، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 107]، وقال تعالى في وصف نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التَّوْبَةِ: 128]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: “قيل: يا رسولَ اللهِ، ادعُ على المشركين، قال: إنِّي لم أُبْعَثْ لعَّانًا، وإنما بُعِثْتُ رحمةً“(رواه مسلم).

إن رمضان وبعض العبادات كالحج موطِن لاجتماع الناس وتزاحُمِهم في صلوات الفرض، والقيام، وفي اجتماعهم على الإفطار، وفي عبادة الاعتكاف، وفي أداء العمرة، فالواجب الحرص الأكيد على أن تظهر في تلك المَواطِن أجملُ صُوَرِ التراحمِ، ومسالك الدفء والسَّكِينة والطمأنينة وسائر التعاملات النبيلة، والممارَسات الجميلة التي تُظهر عظمةَ هذا الدين العظيم ومحاسنه، ومن هنا حذَّر النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أن تنفَكَّ تصرفاتُنا عن هذه الصفات الجميلة، والقِيَم الجليلة في جميع مواطننا ومناشط حياتنا، فقال صلى الله عليه وسلم: “لا يرحمُ اللهُ مَنْ لا يرحمُ الناسَ“(متفق عليه).

بل -ويا عبادَ اللهِ- حين تغيب عن المسلم في تصرفاته وعلاقاته هذه المنظومة الجميلة يقع في الشقاء والعنى، قال صلى الله عليه وسلم: “لا تُنزع الرحمةُ إلا مِنْ شَقِيٍّ“(رواه الترمذي).

فلنرحم الصغير، ولنوقر الكبير، ونعين الضعيف وذا الحاجة، قال صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا“(رواه أحمد، والترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).
 
N

nosir512a

إنضم
17 مارس 2023
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
العمر
21
غير متصل
الصوم مدرسة القيم والأخلاق
  1. The central point of the piece is that whatever moral education we provide children, that education should be consistent. Our current approach fails this minimal standard. We introduce and reinforce the idea that no value claim is true but at the same time we inherently rely on the idea that there are true value claims when we teach kids about moral standards, great literature, or personal responsibility. My suggestion is that we be honest: we think that some value claims are true, and that's why we operate with those value claims in school.
 
أعلى