|
• المنتدى الإسلامي ∫ كلمات عطره بذكر الله ع لي نهج السنه و الجماعه .. |
![]() |
|
|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم الخطبة عنوانها أبرز المخالفات الواقعة زمن الاختبارات الخطبة الاولى إَنْ الْحَمْدَ لِلَّهِ نحمده ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِالله مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومن سَيئات أعمَالنا مَنْ يَهْدِه اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}. أما بعد:- فَإِنَّ خَيْرَ الحديث كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ-صلى الله عليه وسلم- وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وكلَّ محدثةٍ بدعة وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وكلُّ ضَلالةٍ في النَّارِ. أيها الناس، إن مواسم الاختبارات التعليمية-ونحن على أبوابها-مواسمُ بالغةُ الأهمية ليس لما فيها من الاختبار ثم ما يتبعه من النجاح والرسوب فقط، ولكن لأنها مواسم تقع فيها كثير من المخالفات مما لا يجوز السكوت عنه،ومنها عشر مخالفات: المخالفة الأولى: ضعف التوكل على الله, ومعلوم أن التوكل على الله من أعظم العبادات القلبية وليتذكر المؤمن قوله تعالى: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه"،والتوكل هو الاعتماد بالقلب على الله، مع الأخذ بالأسباب، فعلى الطالب الأخذ بالطرق الصحيحة للمذاكرة وأثناء الإجابة، ويعلم أن التوفيق هو بيد الله وحده. المخالفة الثانية: عدم استحضار النية, فكثير من الطلاب والطالبات يدرس التوحيد والقرآن والحديث والتفسير والفقه, ولا يستحضر نية العلم بل ويغلّب جانب النجاح والتفوق فلذلك تجدهم لا يستفيدون شيئا إلا النزر اليسير، وهذا جزاءً وفاقاً قال تعالى :"من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون " وليتذكر حديث :"إنما الأعمال بالنيات , وإنما لكل امرئ مانوى". المخالفة الثالثة : "إهمال الصلاة زمن الاختبارات بحجة المذاكرة , وهذا الإهمال له صور : أ - تركها بالكلية : وهذا متوعد بقوله - صلى الله عليه وسلم -"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة , فمن تركها فقد كفر". ب - النوم عنها وإخراجها عن وقتها,بحجة السهر!! وهي كبيرة من كبائر الذنوب ويكفي فيها الوعيد الوارد في قوله تعالى:"ويل للمصلين,الذين هم عن صلاتهم ساهون"قال سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه -:الذين يؤخرونها عن وقتها". ج - عدم أدائها مع الجماعة , إما بالنوم والاستيقاظ قبل خروج الوقت - وهذا الغالب - أو بالانشغال بالمذاكرة وهذا متوعد قال ابن مسعود رضي الله عنه - : " ولقد رأيتنا, وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق, ولقد كان يؤتى بالرجل يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" وقال - صلى الله عليه وسلم -:" من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر " . وعلى الأسرة عدم التساهل في الصلاة بحجة الاختبارات، وصلاة الفريضة ونوافلها لاتأخذ وقتاً طويلاً والحمد لله، وكذا فإن البعض على العكس فمن الطلاب والطالبات من لا يعرف ربه إلا زمن الاختبارات، فصلى ودعا وترك المعاصي، فإذا انتهت الاختبارات نسي ربه وأضاع دينه!. المخالفة الرابعة: انتشار أدعية مخصصة للامتحانات وهي كالتالي دعاء قبل المذاكرة، ودعاء بعد المذاكرة،ودعاء التوجه إلى الامتحان، ودعاء دخول لجنة الامتحانات، ودعاء عند بداية الإجابة، ودعاء عندالنسيان، ودعاء عند النهاية وغيرها، قالت اللجنة الدائمة للإفتاء:" هذه الأدعية الموضوعة للمذاكرة والنجاح والمنوعة لكل حالة تعرض للطالب أثناء المذاكرة أدعية مبتدعة، لم يرد في تخصيصها بما ذكر دليل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وما ذكر فيها من آيات قرآنية أو أحاديث نبوية أو آثار،إنما وردت لأسباب: إما خاصة بها،أو عامة لسؤال الله ودعائه والتضرع له والالتجاء إليه والتوكل عليه سبحانه في كل أمور الإنسان التي تعرض له أما تخصيصها بما ذكر فلا يجوز،ويجب ترك العمل بها لهذا الخصوص ، وعدم اعتقاد صحتها فيما ذكر، والدعاء عبادة لله،فلا يصح إلا بتوقيف، وينبغي لكل مسلم ومسلمة أن يدعو الله بأن ييسر له أموره كلها، وأن يزيده علما وفقها في الدين،وأن يلهمه الصواب،ويذكره ما نسي، ويعلمه ما جهل، ويوفقه لكل خير ، ويذلل له كل صعب،دون أن يجعل لكل حالة دعاء مبتدعا يواظب عليه، وذلك أسلم له في دينه وأحرى أن يستجيب الله لدعائه، ويوفقه لكل خير، فالله سبحانه وتعالى وعد من دعاه بالإجابة والتوفيق للهداية والرشاد، وشرط لذلك الاستجابة لما شرع الله والإيمان به سبحانه ، والاستقامة على دينه كما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء ( 24/ 183–184). المخالفة الخامسة :تعاطي المخدرات, فتجد في هذه الفترة نشاطا من شياطين الإنس والجن في نشر هذه الحبوب , فتجد رواجا عند الطلاب, بحجة أنها منبهه ومنشطة - زعموا - فيقع الطالب وربما الطالبة في حبائلهم , بدعوى أنها تقوي الذاكرة وتفتح الذهن وتضاعف النشاط وتساعد على المذاكرة _ وقد ثبت طبياً أن نتائجها وآثارها على العكس من ذلك تماماً والواقع يصدق هذا ويؤكده، وهذا يستوجب على الآباء والمعلمين الحذر، وتحذير الطلاب منها، وإنه ليس بسر إذا قلنا إن بلادنا –خاصة- مستهدفة في شبابها استهدافاً كبيراً من قبل تجار المخدرات ومن قبل أعداء عقيدتنا وحسادنا على نعمتنا. المخالفة السادسة: الرشوة, -خصوصاً في المدارس الخاصة- وهذه من أعظم المصائب التي ابتلينا بها فيدفع للمعلم مبلغاً لأجل الحصول على الأسئلة , ولا يخفى الوعيد الوارد في هذا , ففي الحديث:" لعن الله الراشي والمرتشي" المخالفة السابعة: الغش , وهو من كبائر الذنوب , وهذا مما عم وطم-إلا من رحم الله-, واستساغه الكثير , ومما يؤسف له أن الأمر لا يقف عند ممارسة الغش وإنما الأمر الأخطر من ذلك اعتباره أمراً مباحاً وحقاً مشروعا في نظر كثير من الطلاب، ومما يؤسف له أيضاً أن يخون بعض المعلمين أماناتهم فيربون الجيل على الغش إما بإعانة الطلاب قولاًُ وعملاً وإما بغض الطرف المتعمد الذي يفهم منه الطلاب الإذن بالغش، وينبغي نصيحة من يقوم بذلك والتبيلغ عنه من الطلبة والمعلمين وأصحاب المكتبات ممن يعين الطلاب على الغش، عجبا لأمرهم، ما أجهلهم! و لا أدري هل نسوا أم تناسوا حديث: " من غشنا فليس منا "، وقوله تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "؟!. وأتترككم مع فتوى للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في ذلك حيث قال في حديث " من غشنا فليس منا ": والغش في الامتحان داخلٌ في هذا العموم فلا يجوز للطالب أن يقوم بالغش في الامتحان لا مع نفسه ولا مع غيره فلا يجوز له أن يطلب من يساعده على الحل ولا أن يعين غيره في الحل لأن تبرؤ النبي عليه الصلاة والسلام من الغاش تدل على أن الغش من كبائر الذنوب وليس من سمات المسلمين، ولا فرق بين المواد في الامتحان فكما أن الغش في القرآن وتفسيره والحديث وشروحه والفقه وأصوله والنحو وفروعه محرم فكذلك الغش في مادة الإنجليزي والعلوم وغيرها؛ لأن الكل سواء فيه، يعني في مواجهة الحكومة فيما يتعلق بالرتب والمراتب بعد التخرج والحكومة وفقها الله جعلت مواد معينة لهذا الطالب إذا نجح فيها صار أهلاً لما تقتضيه هذه الشهادة فإذا نجح فيها بالغش فإنه لم يكن ناجحاً فيها في الواقع فلا يستحق المرتبة ولا الراتب الذي جعل على هذه على هذه الشهادة"ا.ه(فتاوى نور على الدرب، و موجودة في الموقع الرسمي للشيخ العثيمين). المخالفة الثامنة: الغيبة , فكثير من الطلاب والطالبات إذا لم ترق له الأسئلة , قام بغيبة هذا المعلم وشتمه, والوقوع في عرضه , ونسي المسكين أنها كبيرة من كبائر الذنوب . المخالفة التاسعة: رمي الكتب والأوراق , وهذا والله مما يندى له الجبين , فكم ترى كتاب التوحيد مرمياً, وكتاب التفسير, والحديث وغيرها بلا مبالاة وغيرها من الكتب الدراسية فلا كتاب إلا ويبدأ بالبسملة , مع احتوائها على لفظ الجلالة والآيات القرآنية,والآحاديث،بل يرمى بعضها يرمي في القمامة العياذ بالله, إن أردت إلا الرمي وعدم الاحتفاظ بها، والاستفادة منها, فسلمها إلى المدرسة,وإن شئت فضعها في الحاويات الخاصة بالأوراق. الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.أما بعد: المخالفة العاشرة: ما يحصل فيه أذية للغير من التفحيط، أو المعاكسات وغيرها من فتن الطلاب والطالبات، فينبغي الحذر والتحذير. عباد الله إن مشكلة التفحيط وما يتبعه من المفاسد من إتلاف الأموال وإزهاق الأرواح وإقامة العلاقات المحرمة والشذوذ الجنسي وإثارة الفوضى والقلق وتعطيل حركة السير وغير ذلك من المفاسد. ولا شك أن من أبرز أسباب هذه الظاهرة تجمهر الطلاب على الأرصفة وجوانب الشوارع بعد خروجهم من الاختبارات. وإذا كانت الجهات الأمنية المسؤولة تقوم بدور بارز مشكور في منعهم إلا أن المسؤولية أيضاً على الأسرة في توجيه أبنائها وبناتها وتربيتهم على سرعة العودة إلى المنزل بعد الخروج من المدرسة،ومتابعتهم ثم بمحاسبتهم عند التأخر، إن هذا التجمع يعرض أبناءكم لتعلم التدخين والتعرض للمروجين الذين ينتشرون في هذا الوقت بالذات، والتعرض لأصحاب الشذوذ والعياذ بالله كما يعرضهم لخطر الموت دهساً تحت عجلات المفحطين، فلا تتساهلوا أيها الآباء والأمهات في الأمر فإنه جد خطير، هو وقت قصير في حساب الزمن لكنه يكفي لتغيير مسار حياة الولد تغييراً جذرياً إلى أقصى درجات السوء والانحراف والعياذ بالله. هذا ما تيسر , ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق , وهذه المخالفات تقع في الاختبارات وغيرها, ولكنها تكثر زمن الاختبارات. اللهم أنَّ نسألك أن تحمينا وأبناءنا وبناتنا وبلادنا وبلاد المسلمين عامة من كل سوء إنك جواد كريم. اللهم نسألك لأبنائنا وبناتنا النجاح والتوفيق في دراستهم وأن تمسكهم بعقيدتهم النقية وأخلاقهم الحميدة، وأن تجنبهم مناهج الردى وطرقَ الرذيلة. اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم أرهم الحق حقاً وارزقهم ابتاعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه. ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم. منقول المصدر: منتدى افريقيا سات - من قسم: • المنتدى الإسلامي ∫ o'f hg[lum ,hglkhsfhj o'm
آخر تعديل المسلاتي يوم
14-07-2017 في 05:19 AM.
|
![]() |
#5 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() خطبة الجمعة عنوانها القدس والمسجد الأقصى الحمد لله فالق الحب والنوى،ومحيِّ العظام بعد الموت والبِلى،ومُنْزِلِ القطرِ والندى،أحمده سبحانه وأشكره على نعمه التترى آلاءه العظمى،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من وطئ الثرى،إمام التقى وعنوان الهدى فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار الحنفاء،ما تحقق لأمة الإسلام نصر أو بدا،وما تمسك عبد لله بدين الله ولنبيه اقتفى . أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي القاصرة المذنبة أولاً بتقوى الله في السر والعلن فهي سبب المدد من الواحد الأحد بأسباب النصر على الأعداء يقول الباري جلت قدرته :{بلى إن تَصْبِروا وتتقوا ويَأْتُوكُمْ من فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ الآفٍ من الملائِكةِ مُسَوِّمِينَ}ويقول سبحانه:{..وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}(1) ، يَعيثُ بأَرضِنا قِردٌ حَقيرٌ *** وخِنْزِيرٌ تَذَأَّبَ مُسْتَهِينا يَدُوسُ القدسَ وا أسفا جهاراً *** وَحَوْلَ رُبُوعها قومي عِزِينا؟ وَثَمَّ المسجدُ الأقصى يُنادي *** وَيَصْرُخُ في جموعِ المسلمينَا ولكن لا ترى إلا نَؤُوماً *** تغافلَ عن نداءِ الصَّارخينا ولا تلقى سو لاهٍ ضحُوكٍ *** كأنَّ القومَ مِنْ شكْرٍ عَمُونا أمة العزة والإباء إن للأجيال أمانة في أعناقنا ألا تُنسى القدس والمسجد الأقصى ومكانتهما في هذه الأمة،فالمسجد الأقصى ليس شأناً فلسطينيا خاصاً وإنما هو شأن الأمة الإسلامية جمعاء،فتاريخ المسجد الأقصى هو تاريخ الأنبياء من لدن أدم عليه لسلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي عرج به إلى السماء من ذلك المكان المبارك،وفي كل صلاة نذكره لأن الصلوات إنما فرضت في تلك الرحلة المباركة، فالمسجد الأقصى يمثل تاريخ التوحيد الذي كان الإسلام آخر حلقاته؛وإن كانت كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى فإن لبيت المقدس عدة أسماء تقرب من العشرين ذكرها ابن حجر في الفتح،و إن أول من سكن القدس قبائل الكنعانيين من العرب وسموها بأول اسم لها وهو (أور-سالم) أي مدينة السلام،وأخذ اليهود هذا الاسم وحرفوه كعادتهم ووضعوه في التوراة باسم أورشليم ،ومن أسماء القدس إيلياء وهو اسم جد عائلة الإمبراطور الروماني (هدريان)، وجاء هذا الاسم في العهد الذي كتبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل القدس،وذكرها صلى الله عليه وسلم في حديث الإسراء والمعراج باسم بيت المقدس ،وهي أرض مباركة نص القرآن على بركتها في أكثر من موضع منها:قوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ..}(2)وقوله: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}وقوله:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وقد وردت عدة أحاديث نبوية في فضل المسجد الأقصى منها:ما أخرجه الأمام أحمد أَنَّ مَيْمُونَةَ مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ: ((أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ فَإِنَّ صَلَاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ قَالَتْ أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ قَالَ فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ)) ، وأخرج أيضاً في مسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا أَعْطَاهُ اثْنَتَيْنِ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَكُونَ لَهُ الثَّالِثَةُ فَسَأَلَهُ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ وَسَأَلَهُ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَسَأَلَهُ أَيُّمَا رَجُلٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ خَرَجَ مِنْ خَطِيئَتِهِ مِثْلَ يَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)) ، وفي رواية أبي داود: ((مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ مِنْ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ أَوْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ أَيَّتُهُمَا قَالَ))، وأخرج عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِس))،بل هو أحد المساجد الثلاث التي تشد إليها الرحال،أخرج البخاري والإمام أحمد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى))،وهو مسجد تضاعف فيه الصلوات،ولاتضاعف إلا في مسجد ذي فضل، أخرج البزار والطبراني من حديث أبي الدرداء رفعه ((الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة،والصلاة في مسجدي بألف صلاة،والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)) قال البزار إسناده حسن.كان أول عهد القدس بالفتح الإسلامي في عهد الفاروق رضي الله عنه ورفض أهلها إلا أن يسلموا مفتاح المدينة لعمر بن الخطاب شخصياً فلما جاءه الخبر ركب إليهم ولم يبدل من مظهره ولا من مركبه لأن عزة الإسلام كانت تملأ قلبه فتنعكس على محياه هيبة وإجلالاً،فَقَدِمَ عليهم بثوبه المرقع أخذاً بلجام دابته التي يركب عليها مولاه،وهو يخوض في الطين رضي الله عنه فتسلم المفتاح وكتب لأهلها العهد المشهور ودخل دخول الفاتحين،ولما دخل بيت المقدس وجد على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها،مقابلة لليهود الذين يصلون إليها،فأمر بإزالة النجاسة عنها،وكانت الصخرة مكشوفة حتى عهد الوليد بن عبد الملك الذي بنى القبة عليها،وكان أول سقوط للقدس في أيدي الصليبين في عام 492ه حيث سلم القائد الفاطمي افتخار الدولة أخزاه الله القدس ودفع أيضاً مبلغاً من المال للقائد الصليبي ريموند مقابل الإبقاء على حياته وحرسه الخاص،وترك الصليبيين يذبحون أهل القدس حيث قتلوا بالمسجد وحده مايزيد على سبعين ألفاً حتى دخل قائدهم وهو يتلمس الطرق بين الجثث والدماء التي بلغت ركبته،وغير المجرمون من معالم المسجد فجعلوا جزء منه كنيسة وجزء سكناً لفرسانهم وبنوا بجواره مستودعا لأسلحتهم،أما مسجد الصخرة فحولوه إلى كنيسة ونصبوا فوق القبة صليباً كبيراً وانظروا إلى الفرق بين اليوم الذي تمكن فيه المسلمون حيث كان يوم أمن وأمان ويوم أن تمكن الصليبيون كيف جعلوه يوم موت ودماء ثم قيض الله للمسجد الأقصى المبارك القائد المؤمن صلاح الدين الأيوبي وكانت عودة المسجد الأقصى إلى مكانها الطبيعي في حيازة المسلمين يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب عام خمسمائة وثلاث وثمانون للهجرة،واستمر في عز المسلمين حتى كانت المؤامرة الدولية على الأرض المباركة وتسليمها لليهود،وقد فطن أهل فلسطين للمؤامرات من بدايتها وكانت هناك تضحيات وقصص عجيبة وكانت حرب 67م التي احتلت فيها دولة اليهود الجزء الشرقي من مدينة القدس ودأب الشبان الإسرائيليون على اقتحام المسجد الأقصى والرقص والغناء وإقامة الحفلات الخلاعية والاعتداء على المصلين فيه،ثم كان إحراق المسجد الأقصى في 21/8/1969م،واستبسل أهل القدس في إطفاء الحريق رغم محاولات اليهود تعطيلهم،واستمرت الحفريات لغرض هدم المسجد الأقصى،وهاهم إخواننا هناك مازالوا يعانون من بطش اليهود وظلمهم ولكن الله غالب على أمره.أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} الخطبة الثانية الحمد لله الذي جعل بعد الضيق مخرجاً وبعد الهم فرجاً وبعد العسر يسراً،أحمده سبحانه وأشكره على عظيم حكمته وتدبيره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له جعل مع العسر يسراً،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله دل أمته على طريق النصر والعز والتمكين .أما بعد:فيا أمة العزة والإباء إن تربية الأولاد من بنين وبنات على أن يعيشوا هموم أمتهم وأن يشعروا بأن المسلمين جسد واحد فيه عز هذه الأمة،فلاشك أن هناك فرق كما بين السماء والأرض بين من نشأ لا يهتم إلا بشهواته ورغباته،وبين من نشأ وقلبه يعتصر ألما على أحوال أمته فيسعى للصلاح،فلنجعل قضية القدس حاضرة في قلوب أبنائنا ولنربي في كل واحد منهم أنه صلاح الدين المنتظر،وذكروهم بوعد الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :(( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ وَرَاءَهُ الْيَهُودِيُّ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ)) أعلموهم أنه لن يتحقق ذلك فيهم بالتمني وإنما بطاعة الله والاستقامة على دينه،ولعل في النماذج التي يقدمها إخواننا في فلسطين وغيرها خير مثال على ذلك فهذا طفل من الأردن اسمه البراء حمدان عمره لا يتجاوز الثانية عشر عبء حقيبته المدرسية بالحجارة وحمل معه المصحف وزجاجة ماء وعدة سكاكين وانطلق صوب فلسطين يبغي الشهادة صعد خمس جبال وهبط منها وعند هبوطه من الخامس زلت قدمه فسقط مغشياً عليه فوجده أحد البدو من سكان المنطقة وأعاده إلى أهله وسط مشاعر الندم التي تملكت ذلك الطفل أنه لم ينل الشهادة ،وهذا الطفل محمد يوسف من خان يونس لا يتجاوز عمر اثني عشر عاماً خرج يطلب الشهادة ثلاث مرار فلم يرزقها في مواجهاته مع العدو وفي المرة الرابعة اغتسل وصلى الفجر واستأذن أمه ثلاث مرار أن تأذن له بالخروج والمشاركة في مواجهة العدو ولكنها ترفض خوفاً عليه لكنه استحلفها في الرابعة وقال لها : (يا أماه أريد أن أموت شهيداً ) وخرج مع شروق الشمس لمواجهة العدو بالحجارة فأكرمه الله بالشهادة(2)،وإنَّ لنقول لليهود إن الأرحام التي ولدت صلاح الدين لم تعقم بعد عن إنجاب مثله وهذه النماذج هي مقدمات ذلك،وحتى ذلك الحين فلا أقل من الدعاء لإخواننا بالنصر والتمكين،فتعاهد ابنك ولا تدع يمر عليه يوم دون أن يدعو لهم،لاسيما إن كان صغيراً لم يجر عليه القلم بعد بالذنوب اغرسوا في وجدانهم القاعدة الربانية التي وضعها العليم الخبير بقوله:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}. أيُّ سلمٍ وعلى الأقصى يدٌ *** تَعْصِرُ الحقدَ وتُسقي الشرفاء ؟ حجرُ (القدسِ) صحا منتفضاً *** ثم نادى مشرئباً في إباء! واصلوا السير،وشقوا دربكم *** فإلى الفوز وإلا للفناء ؟ حقُنا القدس وإنَّ أهلها *** وعلى الغاصبِ تنفيذُ الجلاء ! وطنُ الإسلام لن نرخصه *** ولنا النصرُ إذا ما الله شاء !! ------------------ (1) آل عمران:120. (2) القصتان من مجلة المجتمع العدد(1422)وتاريخ19_25 رجب1421ه السنة 31.ص34-35. المصدر صيد الفوائد |
![]() |
![]() |
#6 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
جزاك الله كل خير
أخي الكريم كل الأحداث والمحن التي تمر بها أمتنا العربية الآن هي لصرف الأنظار عن مايحاك لفلسطين والقدس الشريف ولتدمير الآلة الحربية العربية حتى لاتشكل خطرا على الكيان الصهيوني الغاصب وإلا فما سر تواجد الروس والأميركان سوية في سوريا ؟! |
![]() |
![]() |
#7 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]()
خطبة الجمعة عنوانها الاشهر الحرم
الخطبة الاولى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نحمدُهُ سبحانَهُ ,وتعالى ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ولا ند ولا مثيل له سبحانه ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّداً عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، ، بلغ الرسالة وأدى الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة ، وجاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى هذا النبي الامى وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، اللهم آمين آمين آمين أما بعد: عباد الله فإني أوصيكم ونفسي الخاطئه بتقوى الله العظيم وطاعتِهِ، في السروالعلن وأحذركم وأحذر نفسي من عصيانه ومخالفة أمره لقوله سبحانه: بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ” ﴿102﴾ آل عمران ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ” ﴿١﴾ النساء ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴿٧٠﴾ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ” ﴿٧١﴾ الاحزاب عباد الله ، لقد خلق الله عز وجل الأزمنة والأوقات وفضل بعضها علي بعض فأفضل الاوقات وقت السحر ، وأفضل الليالي ليلة القدر، وأفضل أيام الاسبوع يوم الجمعة ، وأفضل أيام العام العشر من ذى الحجة ، وأفضل أيام العشر من ذى الحجة يوم عرفة ، وأفضل الشهور عند الله سبحانه وتعالى هي اﻷشهرالحرم قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} ❄ والأشهر الحُرُم هي:
هذا وقد حذرنا الله في كتابه العزيزفي سورة التوبة من أن نعصيه فقال سبحانه: ” إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ، فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ﴿٣٦﴾” التوبة ❄ وأنت الآن وقد دخل علينا ذو القعدة ثاني الأشهر الحرم ماذا تحتاج ؟؟ تحتاج أن تعلم أن الله حكيم خلق كل شيئ بحكمة وفضل الاشياء علي بعضها ايضا بحكمة: فالله تعالى لحكمة منه اختار هذه الأشهر الحُرُم وميّزها وجعل لها زيادة فضل. وإيمانك بأن الله (حكيم) يجعلك تبحث .. كيف يجب أن يكون حالي في هذا الأمر الذي اختاره الله وفضله علي غيره؟؟ وماذا يجب علي أن أفعلَ فيه لأنالَ رضا الله والفوز يوم القيامة؟؟ ولا تقل لماذا ميّز الله هذا علي هذا وما هي الحكمة في ذلك وتشغل نفسك وتضيع وقت بما لا نفع فيه ولا جدوى؟! ❄ فالعقول السليمة السوية تتعامل مع الأشياء النافعة بصورة الانتفاع وليس بصورة الاعتراض فالواجب علينا أن نسأل ماذا نفعل ؟؟ وكيف ننتفع أكبر انتفاع ؟؟ بل وكيف أفيد الآخرين ؟؟ ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم : بلغوا عني ولو آيه وحديثه هذا لك وللامة الاسلاميه جمعاء ❄ نحن في حاجة أن نفهم مسألة هامة جدا
فإن تدخل الشهر الحرام وأنت معظّم للشهر، … فتجمع مع العمل الصالح تعظيمك للشهر. قال تعالى: ” فلا تظلموا فيهن أنفسكم” معناها: لا تنتهكوا حرمة الشهر بالوقوع في الذنوب الكبيرة أوالصغيرة قصدا أوتساهلا بأوامر الله عز وجل. قال تعالى: وإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ، قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ، قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ، قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤﴾ البقرة وقد جاء في أول الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا .. قال الطبري: “الظلم : العمل بمعاصي الله أى عدم كبح النفس عن شهواتها … والترك لطاعة الله ” ❄ إذن فالظلم له شقان: ظلم للنفس بتفويت العمل الصالح في الزمن الذى فضله الله .. فهذا زمن مختلف … هذا زمن معظّم عند الله ظلم للنفس بفعل المحرّمات في هذا الزمن الذى فضله الله … فهذا زمن معظّم عند الله ❄ أخي الحبيب المطلوب منك تحقيق أمور منها:
فمن أسباب موت القلب ترك تعظيم الله و تعظيم شعائره ، ولو عظّمت الله ستلزم الحدود ، قال تعالى في سورة الحج: ” ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ” ﴿30﴾ وقال أيضا: ” ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴿٣٢﴾
بل اهتم بما فرضه الله عليك .. وأهمها الصلاة ، فهي عمود الدين، وهي فرض يتكرر عليك .. فإتقانها مهم .. تبذل جهدك فيها ،، وتحتاج منك إلى مزيد عناية في هذا الشهر وفي غيره .. قال تعالى في سورة البقرة: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ، وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٠﴾ لقد قال الله تعالى وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ولم يقل ..وادوا .. أو وافعلوا أو .. واعملوا الصلاة لأن في لفظ الاقامة دلالة على الاعتناء بالصلاة وتحقيق اركانها وشروط صحتها فهجر الاعتناء بالصلاة أمر واضح ! وهجر إطالة السجود والانكسار والذل أمر واضح ! هجر العناية بالفاتحة وجمع القلب في (إياك نعبد وإياك نستعين) أمر واضح ! وهجر الاعتناء باستهداء الله في (اهدنا الصراط المستقيم) أمر واضح ! ،،، فالاتقان في أداء الفريضة مطلوب ومعني اهتمامك بالفرائض يعني : حضور قلبك في حضرة الله.. ذلّك وانكسارك له سبحانه .. إطالة السجود لتحقيق العبودية لله.. كل هذا مما ينفعك الله به ،،، ثم أتقن ما حولها من النوافل .. لا تستهِن بالنوافل ؛ بل زِد إيمانك بالتشبث بأدائها والإكثار منها. ،،، ومن النوافل المتعلقة بالصلاة: التسبيح بعدها .. وكذلك السنن الرواتب .. فحافظ عليها .
وعظمتها تأتي:
صورة يكون الوقوع في الذنب مرتّب له ومخطط له وصورة يكون الوقوع في الذنب غير مرتّب له وإنما يقع كيفما وقع .. وهذان النوعان من الذنوب لابد من اجتنابهما
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم … الخطبة الثانية الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه ، وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّداً عبدُ اللهِ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ. أمَّا بعدُ: فاتقُوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوَى وراقبُوهُ فِي السِّرِّ والنَّجْوَى … وعظموا شعائره واتمروا بأوامره وانتهوا بنواهيه قال تعالي: فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ، وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٠﴾ الفتح وقَالَ تَعَالَى: ” إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”
وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ المصدر الرحيق |
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم الخطبة الاولى السلام عليكم الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُهُوَنَسْتَغْفِرُهُ ونَتُوبُ إِلَيْه، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَمِنْ سَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي فَرَضَ الحَجَّ وجَعَلَ لَهُ مِيزَةً لَيْسَتْ في غَيْرِهِ مِنَ الفَرائِضِ، فَمَنْ كانَ حَجُّهُ مَبْرُورًا رَجَعَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ فَكانَ ذَنْبُهُ مَغْفُورًا وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا مَثِيلَ لَهُ وَلا ضِدَّ وَلا نِدَّ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنا وَحَبِيبَنا وَعَظِيمَنا وَقائِدَنا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنا محَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَحَبِيبُهُ، مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ هادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا فَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنا محمدٍ وَعَلى كُلِّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ. أَمّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ. يَقُولُ اللهُ تَبارَكَ وتَعالى في كِتابِهِ العَزِيزِ ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِﭐسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾سورة ءال عمران/97 ويَقُولُ ﴿الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَﭐتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾سورة البقرة/197. اللهُ تَبارَكَ وتَعالى فَرَضَ عَلَيْنا الحَجَّ عَلى الْمُسْتَطِيعِ مِنّا فَهُوَ فَرْضٌ بِالإِجْماعِ عَلى الْمُسْلِمِ إِذا كانَ حُرًّا بالِغًا عاقِلاً مُسْتَطِيعًا. فَإِنْ كُنْتَ يا أَخِي الْمُسْلِمَ قادِرًا عَلى نَفَقَةِ الحَجِّ بِما يُوصِلُكَ ويَرُدُّكَ إِلى وَطَنِكَ زِيادَةً عَنْ دَيْنِكَ وعَنْ ما تَحْتاجُهُ لِمَسْكَنِكَ وكِسْوَتِكَ اللائِقَيْنِ بِكَ ومُؤْنَةِ زَوْجَتِكَ وأَوْلادِكَ الصِّغارِ وغَيْرِهِمْ مِمَّنْ عَلَيْكَ نَفَقَتُهُمْ مِنْ مَسْكَنٍ وكِسْوَةٍ وطَعامٍ مُدَّةَ ذَهابِكَ إِلى الحَجِّ ورُجُوعِكَ مِنْهُ فَإِنَّكَ مُسْتَطِيعٌ يَجِبُ عَلَيْكَ الحَجّ، وأَمّا غَيْرُ الْمُسْتَطِيعِ فَلا يَجِبُ عَلَيْهِ الحَجُّ ولَكِنْ لَوْ حَجَّ صَحَّ حَجُّهُ. فَإِنْ عَزَمْتَ عَلى الحَجِّ فَٱعْلَمْ أَنَّ لِلْحَجِّ شُرُوطًا وأَرْكانًا وواجِباتٍ ومُحَرَّماتٍ يَجِبُ تَعَلُّمُها عَلى مَنْ أَرادَ الدُّخُولَ في هَذا العَمَلِ لِأَنَّ الجَهْلَ بِها قَدْ يُوقِعُكَ في أَمْرٍ يُفْسِدُ حَجَّكَ وأَنْتَ لا تَدْرِي ولِذَلِكَ قالَ العُلَماءُ إِنَّهُ يَجِبُ عَلى مَنْ أَرادَ الدُّخُولَ في شَىْءٍ أَنْ يَعْلَمَ ما يَحِلُّ مِنْهُ وما يَحْرُمُ قَبْلَ الدُّخُولِ فِيه، نَسْأَلُ اللهَ تَعالى أَنْ يُفَقِّهَنا في الدِّين. ويَجِبُ تَعَلُّمُ هَذِهِ الأُمُورِ عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ ولَيْسَ بِمُجَرَّدِ الْمُطالَعَةِ في الكُتُبِ فَكَمْ مِنْ أُناسٍ قَرَأُوا الكُتُبَ مِنْ غَيْرِ تَلَقٍّ عَلى أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ فَضَلُّوا وأَضَلُّوا إِمّا لِخَطَإٍ فِيها وإِمّا لِعَدَمِ فَهْمِهِمْ لِعِباراتِهمْ عَلَى الوَجْهِ الصَّحِيحِ كَما يُحْكَى أَنَّ رَجُلاً رُئِيَ يَطُوفُ ومَعَهُ سِكِّينٌ وفَأْرٌ فَلَمّا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ قالَ هَكَذا قَرَأْتُ في بَعْضِ الكُتُبِ فَلَمّا جُلِبَ الكِتابُ اتَّضَحَ أَنَّهُ أَخْطَأَ في القِراءَةِ والأَصْلُ أَنْ يَطُوفَ بِسَكِينَةٍ ووَقَارٍ. وها نَحْنُ اليَوْمَ في أَشْهُرِ الحَجِّ الْمُبارَكَةِ والآلافُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَتَهَيَّأُونَ لِزِيارَةِ البَيْتِ الحَرامِ وقُلُوبُهُمْ مُشْتاقَةٌ لِلْحَبِيبِ الْمُصْطَفَى ولِزِيارَةِ تِلْكَ البِقاعِ الطَّيِّبَةِ فَلْتَكُنْ خُطْبَتُنا اليَوْمَ عَنْ بَيانِ بَعْضِ أَحْكامِ الحَجّ. الحَجُّ إِخْوَةَ الإِيمانِ لَهُ سِتَّةُ أَرْكانٍ مَنْ تَرَكَ واحِدًا مِنْها لَمْ يَصِحَّ حَجُّه. وأَوَّلُ هَذِهِ الأَرْكانِ الإِحْرامُ وذَلِكَ كَأَنْ تَقُولَ في قَلْبِكَ أَدْخُلُ في عَمَلِ الحَجِّ أَوْ نَوَيْت الحَجَّ وأَحْرَمْتُ بِهِ للهِ تَعالى. ولا يَصِحُّ الإِحْرامُ بِالحَجِّ إِلاَّ في أَشْهُرِ الحَجِّ الَّتِي قالَ فِيها رَبُّنا ﴿ الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ﴾ وهِيَ شَوّالُ وذُو القَعْدَةِ وعَشْرُ لَيالٍ مِنْ ذِي الحِجَّةِ فَمَنْ أَوْقَعَ نِيَّتَهُ قَبْلَ هَذا انْعَقَدَتْ نِيَّتُهُ عُمْرَةً. وأَمَّا الرُّكْنُ الثانِي مِنْ أَرْكانِ الحَجِّ فَهُوَ أَنْ يَكُونَ الحاجُّ في جُزْءٍ مِنْ أَرْضِ عَرَفَةَ ولَوْ لِلَحْظَةٍ مِنْ زَوالِ شَمْسِ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلى فَجْرِ لَيْلَةِ العِيدِ ولَوْ كانَ الحاجُّ نائِمًا أَوْ راكِبًا أَوْ مارًّا ولَمْ يَمْكُثْ فِيه. والرُّكْنُ الثالِثُ مِنْ أَرْكانِ الحَجِّ الطَّوافُ بِالبَيْتِ أَيِ الكَعْبَةِ سَبْعَ مَرّاتٍ سائِرًا أَمامَكَ جاعِلاً البَيْتَ عَنْ يَسارِكَ مُبْتَدِئًا بِالحَجَرِ الأَسْوَد. ولِصِحَّةِ الطَّوافِ أَيْضًا يُشْتَرَطُ سَتْرُ العَوْرَةِ والطَّهارَةُ عَنِ الحَدَثَيْنِ والنَّجاسَةِ لِأَنَّ الطَّوافَ بِمَنْزِلَةِ الصَّلاةِ إِلاَّ أَنَّهُ يَحِلُّ فِيهِ كَلامُ النّاسِ كَما أَخْبَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم. والرُّكْنُ الرابِعُ مِنْ أَرْكانِ الحَجِّ السَّعْيُ سَبْعًا بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ وهُما بُرُوزانِ مِنْ جَبَلَيْنِ، فَٱبْدَأْ أَخِي الحاجَّ سَعْيَكَ مِنَ الصَّفا حَتَّى تَنْتَهِيَ بِالْمَرْوَةِ فَتُحْسَبُ هَذِهِ واحِدَةً، ثُمَّ ارْجِعْ مِنَ الْمَرْوَةِ حَتَّى تَنْتَهِيَ بِالصَّفا وهَذِهِ تُعَدُّ ثانِيَةً، وهَكَذا حَتَّى تَنْتَهِيَ مِنَ الْمَرَّةِ السابِعَةِ عِنْدَ الْمَرْوَةِ. لَكِنْ تَنَبَّهْ أَخِي الحاجَّ أَنَّهُ يُشْتَرَطُ لِصِحَّةِ السَّعْيِ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ طَوافٍ ولَوْ كانَ طَوافَ القُدُوم. ولا يَصِحُّ السَّعْيُ إِلاَّ في الْمَكانِ الَّذِي عَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ لِلسَّعْيِ فِيهِ بِالإِجْماعِ فَلا يَصِحُّ السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفا والْمَرْوَةِ في هَذِهِ الزِّيادَةِ الَّتِي جُعِلَتِ اليَوْمَ فَإِنَّها خارِجَةٌ عَنِ الْمَوْضِعِ الَّذِي بَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ فَمَنْ أَرادَ صِحَّةَ سَعْيِهِ فَلْيَسْعَ في الْمَوْضِعِ القَدِيمِ في الطَّوابِقِ العُلْيا أَوِ الطابَقِ السُّفْلِيِّ. والرُّكْنُ الخامِسُ مِنْ أَرْكانِ الحَجِّ هُوَ الحَلْقُ أَوِ التَّقْصِيرُ والحَلْقُ لِلرِّجالِ أَفْضَلُ مِنَ التَّقْصِيرِ لِحَدِيثِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ قِيلَ ولِلْمُقَصِّرِينَ يا رَسُولَ اللهِ فَأَعادَها ثَلاثًا ثُمَّ قالَ وَلِلْمُقَصِّرِينَ اه أَمّا النِّساءُ فَيُقَصِّرْنَ ولا يَحْلِقْنَ شُعُورَ رُؤُوسِهِنَّ. والحَلْقُ هُوَ اسْتِئْصالُ الشَّعَرِ بِالْمُوسَى وأَمّا التَّقْصِيرُ فَهُوَ أَنْ يُؤْخَذَ مِنَ الشَّعَرِ شَىْءٌ قَلِيلٌ أَوْ كَثِيرٌ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْصالٍ. لَكِنِ انْتَبِهْ أَخِي الحاجَّ فَإِنَّهُ لا يَجُوزُ الحَلْقُ أَوِ التَّقْصِيرُ أَوْ نَتْفُ شَعْرَةٍ قَبْلَ النِّصْفِ الثانِي مِنْ لَيْلَةِ العِيدِ فَلا يَكُونُ جائِزًا مُجْزِئًا لَكَ عَنِ الرُّكْنِ إِلاَّ في وَقْتِه. وأَمّا الرُّكْنُ السادِسُ مِنْ أَرْكانِ الحَجِّ فَهُوَ التَّرْتِيبُ في مُعْظَمِ الأَرْكانِ لِأَنَّهُ لا بُدَّ مِنْ تَقْدِيمِ الإِحْرامِ عَلَى الكُلِّ وتَأْخِيرِ الطَّوافِ والحَلْقِ أَوِ التَّقْصِيرِ عَنِ الوُقُوف. ولِلْحَجِّ إِخْوَةَ الإِيمانِ واجِباتٌ مَنْ تَرَكَها أَثِمَ لَكِنْ لا يُفْسِدُ تَرْكُها حَجَّهُ بَلْ تَلْزَمُهُ فِدْيَةٌ عَلى تَفْصِيلٍ يَتَعَلَّمُهُ مُرِيدُ الحَجّ. وهَذِهِ الواجِباتُ هِيَ أَنْ يُحْرِمَ مُرِيدُ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ مِنَ الْمِيقاتِ أَيْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي عَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِكُلِّ بَلَدٍ لِيُحْرَمَ مِنْهُ فَيَسْأَلُ مُرِيدُ الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ عَنْ مِيقاتِ بَلَدِهِ لِئَلاَّ يَتَجاوَزَهُ مِنْ غَيْرِ إِحْرام. ومِنَ الواجِباتِ أَيْضًا الْمَبِيتُ بِمُزْدَلِفَةَ ولَوْ وَقْتًا قَصِيرًا وكَذا الْمَبِيتُ بِمِنًى مُعْظَمَ اللَّيْلِ، وقالَ بَعْضُ العُلَماءِ إِنَّ الْمَبِيتَ فِيهِما لا يَجِبُ بَلْ هُوَ سُنَّة. ومِمّا يَجِبُ عَلى الحاجِّ رَمْيُ جَمْرَةِ العَقَبَةِ بِسَبْعِ حَصَياتٍ ويَدْخُلُ وَقْتُها بِمُنْتَصَفِ لَيْلَةِ العِيدِ لا قَبْلَهُ فَإِنْ رَمَى قَبْلَهُ لَمْ يُجْزِئْهُ. ثُمَّ في كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيّامِ التَّشْرِيقِ الثَّلاثَةِ وهِيَ الحادِيَ عَشَرَ والثانِي عَشَرَ والثالِثَ عَشَرَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ يَجِبُ عَلى الحاجِّ رَمْيُ الجَمَراتِ الثَّلاثِ كُلِّ جَمْرَةٍ سَبْعَ حَصَياتٍ يَرْمِيها حَصاةً حَصاةً فَلَوْ رَمَى السَّبْعَةَ دُفْعَةً واحِدَةً لَمْ تُجْزِئْه. وٱعْلَمْ أَخِي الحاجَّ أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلى الْمُحْرِمِ أَشْياءُ حالَ إِحْرامِهِ مِنْها التَّطَيُّبُ كَأَنْ يَضَعَ الطِّيبَ عَلى بَدَنِهِ أَوْ ثَوْبِهِ الَّذِي عَلَيْهِ، ومِنْها دَهْنُ الرَّأْسِ واللِّحْيَةِ بِنَحْوِ زَيْتٍ وكَذا إِزالَةُ ظُفْرٍ وشَعَرٍ، ويَحْرُمُ أَيْضًا القُبْلَةُ واللَّمْسُ والْمُعانَقَةُ بِشَهْوَةٍ ولَوْ لِزَوْجَتِهِ. كَما أَنَّهُ يَحْرُمُ عَلى الرَّجُلِ لُبْسُ ما يُحِيطُ بِبَدَنِهِ بِنَحْوِ خِياطَةٍ كَقَمِيصٍ وسِرْوالٍ وأَمّا الْمَرْأَةُ فَيَجُوزُ لَها لُبْسُ ذَلِكَ لَكِنْ يَحْرُمُ عَلَيْها سَتْرُ وَجْهِها بِما يَقَعُ عَلى وَجْهِها ولُبْسُ قُفّازٍ. وٱنْتَبِهْ أَخِي الحاجَّ فَإِنَّ الجِماعَ حَرامٌ عَلى الْمُحْرِمِ حَتَّى يَتَحَلَّلَ مِنْ إِحْرامِهِ تَحَلُّلاً تامًّا بِأَنْ يَطُوفَ طَوافَ الفَرْضِ ويَرْمِيَ جَمْرَةَ العَقَبَةِ ويَحْلِقَ شَعَرَهُ أَوْ يُقَصِّرَهُ فَإِنْ جامَعَ قَبْلَ فِعْلِ اثْنَيْنِ مِنْ هَذِهِ الثَّلاثَةِ أَعْنِي طَوافَ الفَرْضِ ورَمْيَ جَمْرَةِ العَقَبَةِ والحَلْقَ أَوِ التَّقْصِيرَ فَقَدْ عَصَى رَبَّهُ وأَفْسَدَ حَجَّهُ ولَزِمَهُ أَنْ يَمْضِيَ في هَذا الحَجِّ الَّذِي أَفْسَدَهُ ثُمَّ يَقْضِيَ مِنَ السَّنَةِ القابِلَةِ وزِيادَةً عَلى ذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْهِ ذَبْحُ بَدَنَةٍ وهِيَ أُنْثَى الجَمَلِ ويُطْعِمُ مِنْها فُقَراءَ الحَرَم. ويَحْرُمُ عَلى الْمُحْرِمِ أَيْضًا صَيْدُ الْمَأْكُولِ البَرِّيِّ والوَحْشِيِّ. فَمَنْ فَعَلَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْمُحَرَّماتِ فَعَلَيْهِ الإِثْمُ والفِدْيَةُ عَلى تَفْصِيلٍ يَذْكُرُهُ العُلَماءُ. فَمَنِ اسْتَوْفَى الأَرْكانَ والواجِباتِ وٱجْتَنَبَ الجِماعَ وكَبائِرَ الذُّنُوبِ وكانَ مالُهُ الَّذِي أَنْفَقَهُ في الحَجِّ مالاً حَلالاً كانَ حَجُّهُ مَبْرُورًا داخِلاً في حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ علَيْه وسَلَّمَ مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ – أَيْ لَمْ يُجامِعْ – وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ اه اَللَّهُمَّ ارْزُقْنا الحَجَّ والعُمْرَةَ وٱجْعَلْهُ مُكَفِّرًا لِذُنُوبِنا وٱرْزُقْنا زِيارَةَ الحَبِيبِ الْمُصْطَفَى وشَفاعَتَهُ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ ولا بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. هَذا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ. الخطبة الثانية إِنَّ الحَمْدَ للهِ نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَن يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَن يُضْلِلْ فَلا هادِيَ لَهُ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على سَيِّدِنا محمّدٍ الصادِقِ الوَعْدِ الأَمِينِ وعَلى إِخْوانِهِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِين. وَرَضِيَ اللهُ عَنْ أُمَّهاتِ الْمُؤْمِنينَ وَءالِ البَيْتِ الطَّاهِرينَ وَعَنِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ أَبي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ أَبي حَنِيفَةَ ومالِكٍ والشافِعِيِّ وأَحْمَدَ وَعَنِ الأَوْلِيَاءِ والصَّالِحِينَ أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ فَإِنِّي أُوصِيكُمْ وَنَفْسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ فَٱتَّقُوهُ. وَٱعْلَمُوا أَنَّ اللهَ أَمَرَكُمْ بِأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُمْ بِالصَّلاةِ وَالسَّلامِ عَلى نِبِيِّهِ الكريمِ فَقالَ ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ على النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾سورة الأحزاب/56. اَللَّهُمَّ صَلِّ على سَيِّدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سَيِّدِنا محمدٍ كَمَا صَلَّيْتَ على سيدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيدِنا محمدٍ وعلى ءالِ سيدِنا محمدٍ كَمَا بارَكْتَ على سيدِنا إِبراهيمَ وعلى ءالِ سيدِنا إبراهيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اَللَّهُمَّ إِنَّا دَعَوْناكَ فَٱسْتَجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فَٱغْفِرِ اللَّهُمَّ لَنا ذُنوبَنَا وَإِسْرافَنا في أَمْرِنا اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ رَبَّنا ءاتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذابَ النَّارِ اللَّهُمَّ تَوَفَّنا وأَنْتَ راضٍ عَنّا اللَّهُمَّ وأَلْهِمْنا عَمَلَ الخَيْرِ ووَفِّقْنا إِلَيْهِ وكَرِّهْ إِلَيْنا الشُّرُورَ وٱعْصِمْنا مِنْ مُقارَفَتِها اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُداةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضالِّينَ وَلا مُضِلِّينَ اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْراتِنا وَءَامِنْ رَوْعاتِنا وَٱكْفِنا ما أَهَمَّنا وَقِنَا شَرَّ ما نَتَخَوَّفُ وٱرْزُقْنا حَجًّا مَبْرُورًا مُتَقَبَّلاً، عِبادَ اللهِ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَالإِحْسانِ وَإِيتَاءِ ذي القُرْبَى وَيَنْهى عَنِ الفَحْشاءِ وَالمُنْكَرِ وَالبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. اُذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يُثِبْكُمْ وَٱشْكُرُوهُ يَزِدْكُمْ، وَٱسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ وَٱتَّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنَ أَمْرِكُمْ مَخْرَجًا، وَأَقِمِ الصَّلاةَ.
|
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() خطبة فضل عشر ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الخطبة الاولي إن الحمد لله نحمده ونشكره ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهدي الله فلا مظل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره وأستن بسنته إلى يوم الدين . أما بعد أيها الإخوة المؤمنون إن من فضل الله عز وجل على عباده أن امتن عليهم بمواسم للخيرات .. جعلها أوقاتا فاضلات .. يضاعف الله تعالى فيها الحسنات .. ويرفع الدرجات .. ويكفر السيئات .. جعلها الله تعالى ميدانا للمتنافسين .. ومضمارا يتسابق فيه المتسابقون . وإن من أعظم هذه الأيام والمواسم ما نستقبله في يوم غد إن شاء الله تعالى من أيام عشر ذي الحجة وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم فضلها وعظم شانها فقال صلى الله عليه وسلم : كما في الصحيحين من حديث ابن عباس ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟! قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع بذلك من شيء ) . ولقد عوض الله تعالى أمتنا إذ قصر أعمارها عن أعمار الأمم السابقة فجعلها مابين الستين والسبعين عاما في غالب الأحيان ، فعوض الله تعالى أمتنا أن جعل لنا مثل هذه المواسم كموسم عشر ذي الحجة وموسم ليلة القدر وما شابه ذلك ، وان الإنسان إذا تأمل هذا وجد أنه ينبغي أن يستثمرها ولا يضيعها . كان سعيد بن جبير رحمه الله تعالى الذي روى الحديث عن بن عباس روى حديث فضل أيام العشر : كان إذا دخلت عليه العشر اجتهد اجتهادا عظيما حتى ما يكاد يقدر عليه ومن أراد منه شيئا لا يكاد أن يجده ولا أن يجلس معه من شدة انشغاله بالعبادات . وكان سعيد بن جبير يقول : أيها الناس إذا أقبلت العشر فلا تطفئوا سرجكم في لياليها ولا في أيامها كناية عن كثرة قراءة القران وعن كثرة القيام والصلاة . قال بن حجر رحمه الله تعالى : متكلما عن أيام العشر الذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لاجتماع أمهات العبادات فيها . ففي عشر ذي الحجة تقام عبادة الصلاة ويمكن أن تقام عبادة الصيام وأن تقام عبادة الصدقة وفيها أيضا يقع الحج لله سبحانه وتعالى . فهي تتضمن يوم عرفة ، وتتضمن يوم الحج الأكبر الذي هو العاشر وهو يوم النحر قال بن حجر ولا يأتي ذلك في غيرها . فلو جئت عند أيام رمضان لوجدت أنك يمكن أن تجمع في أيام رمضان عبادة الصلاة ، والصدقة ، والصيام لكنك لا تستطيع أن تجعل فيها حجا وكذلك في غيره من الأيام إلا في هذه الأيام العشر وفي هذه الأيام العشر يوم عرفة الذي هو خير يوم طلعت فيه الشمس وهو أعظم يوم يغفر فيه الله تعالى الذنوب للناس الذي يتكرر عليهم في كل عام ، وفيه يوم النحر الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : َإِنَّدِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌكَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا يعني يوم النحر العشر من ذي الحجة فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا) كما في الصحيح فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل الأيام العشر هو العاشر منها وهو يقع أيضا في شهر الحرام في شهر ذي الحجة أيها المؤمنون لجلالة أمر هذه الأيام العشر أقسم الله تعالى بها في القران فقال الله عز وجل : وَالْفَجْرِوَلَيَال عشر قال بن كثير رحمه الله الليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة قاله بن عباس بن الزبير ومجاهد وغيرهم من السلف و الخلف . ومن فضائل هذه الأيام العشر أنها الأيام التي صامها موسى عليه السلام متمما الثلاثين قال الله عز وجل : وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ... لما أراد موسى أن يكلم الله جل في علاه أمره الله تعالى بالصيام فصام ثلاثين يوما صامها وهي شهر ذي القعدة فلما أتم الثلاثين أخذ لحاء شجرة واستاك به ليطيب فمه ليكلم الباري جل في علاه فأمره الله تعالى أن يزيد عليها عشرة أيام . فقال الله تعالى : وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً فسمى الليالي على الأيام أطلق مسمى الليالي على الأيام كما قال الله عز وجل والفجر وليال عشر تطلق على الليلة في ظلمتها وتطلق على اليوم فقال الله تعالى عن موسى : وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً يعني شهر ذي القعدة وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ يعني العشر الأول من ذي الحجة فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ... فكلم الله تعالى موسى عليه السلام في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم النحر يوم الحج الأكبر الذي قام فيه النبي صلى الله عليه وسلم معظما لشانه رافعا لأمره خاطبا في أمته خطبة العصماء وعلى هذا إذ يتبين لنا أن هذه العشر كانت لها فضيلة أيضا حتى عند الأمم السابقة . أيها الأحبة الكرام بين النبي صلى الله عليه وسلم فضل أيام العشر عموما كما في حديث بن عباس المتقدم : ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة وبين الله تعالى وبين النبي صلى الله عليه وسلم أيضا فضل بعض أيامها الأخرى كفضل يوم عرفة وفضل يوم النحر الذي أكمل الله تعالى فيه الدين ولأتم فيه الشريعة قال الله تعالى : ï´؟الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناًï´¾ فسر العلماء أنها نزلت في يوم النحر وعليه يكون له فضل كبير وهو يوم الحج الأكبر قال عليه الصلاة والسلام : كما في السنن ( أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم الفر ) والمقصود يوم النحر هو هذا اليوم العاشر من ذي الحجة الذي يرمي فيه الحجاج الحمرة الكبرى ويحلون فيه من إحرامهم التحلل الأول . أيها الإخوة الفضلاء : إن الإنسان إذا مرت عليه مثل هذه الأيام ينبغي عليه أن ينتبلها وأن ينتهزها وأن لا تمر عليه هكذا كما تمر عليه بقية الأيام بل ينبغي أن يتعبد لله تعالى فيها حق العبادة وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأيام العشر أحكاما من ضمنها : إذا دخلت العشر أراد أن يضحي فلا يأخذَ شيء من شعره أو أظفاره أو بشرته (سواء من ظفر يده أو من رجله) (من بشرته أي : من جلده) حتى يذبح كم ورد في صحيح مسلم وغيره من حديث أم سلمه رضي الله تعالى عنها فإذا كنت سوف تضحي أي أنت المسؤول عن أضحية أهل بيتك سواء كنت أنت الأب أو كان الأب متوفى وأنت الأخ الأكبر وبالتالي أنت المسؤول عن الأضحية فإنه منذ أن تدخل الأيام العشر لا يجوز لك أن تأخذ لا من شعر راسك ولا شاربك ولا لحيتك ولا من غيره ولا تأخذ من أظفارك شيئا كما نص على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك من كان سوف يضحي عن متوفى فلو أن إنسانا أراد أن يضحي عن أمه أو عن أبيه أو عن غيرهما من المتوفين فإنه يلزمه أيضا أن يمسك عن شعره وأظفاره منذ أن تدخل عليه العشر . فلنفرض أن الأب أنه سيضحي عن نفسه وعن أهل بيته فهذا يمسك عن شعره و أظفاره . ولنفرض أن زوجته سوف تضحي عن أبيها المتوفى عنده يلزمها أيضا أن تمسك عن شعرها وعن أظفارها أما إذا كانت لن تضحي عن احد فإن الإمساك عن الشعر والأظفار يلزم فقط من تعلقت به الأضحية . وكذلك أيها الإخوة الكرام لو أن رجلا وكل ولده أن يذبح أضحيته (نفرض أن الأب سيسافر مثلا ) ووكل ولده على ذبحها وأعطاه المال وسافر الأب فإن لزوم الإمساك عن الشعر والأظفار يتعلق بمن لزمته الأضحية في الأساس والأصل وهو الأب ولا ينتقل ذلك مع وكالته لابنه بل يعتبر الابن وكيلا له كما هو وكيلا له في توزيع زكاة الفطر أو في غيرها من الوكالات كذلك هنا وإنما يتعلق بصاحب المال الأصلي ولا ينتقل إلى غيره ويظل ذلك محرما . ويسأل بعض الناس أحيانا أنه إذا كان قد وكل بعض الجمعيات الخيرية ليذبحوا له أضحيته قول وأنا لا أدري متى سيذبحونها والغالب أيها الإخوة الكرام أن الجمعيات الخيرية لا يمر اليوم الثاني إلا وقد ذبحوا الأضحية عندها إما أن يؤكدوا لك هم أنها ذبحت أضحيتك في اليوم الأول أو قبيل الظهر أو ما شابه ذلك فإذا شككت في ذلك فلا تأخذن من شعرك ولا من أظفارك حتى ينتهي عنك إلى مغرب اليوم الثاني لأنه في الأغلب يذبح الأضاحي في هذه الجمعيات في خارج المملكة في اليوم الأول وفي اليوم الثاني . وقد ذكر العلماء في الحكمة في منع من كان عليه أضحية من أن يأخذ من شعره وأظفاره قالوا : إن الله عز وجل لما ذكر الحجاج إلى بيته العتيق قال سبحانه وتعالى : {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْت العتيقِ.. ليقضوا تفثهم: أي لينزعوا عنهم الإحرام و ليأخذوا من شعرهم وأظفارهم كما شاءوا وذلك بعد رميهم جمرة العقبة الكبرى . قال عز وجل : وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ يعني ليذبحوا الهدي ، وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْت العتيقِ : يعني به طواف الإفاضة فشبه غير الحاج بالحاج فكما أن الحاج يحرم فيمسك عن شعره وأظفاره تقربا إلى الله ولا يأخذ من شعره وأظفاره إلا في اليوم العاشر كذلك من ليس حجاجا يشرع له أن يتشبه بالحاج في ذلك . ومن كان سيحج متمتعا أو قارنا فإنه لا يلزمه أضحية فإنه لكل مرء مسؤول عن بيته أضحية واحدة فإذا كان سوف يحج فإنه سوف يذبح هديا في حجه إذا كان متمتعا أو قارنا وبالتالي تسقط عنه أضحيته . فإذا كنت أنت ستحج هذه السنة فيجوز لك في غد وبعد غد وبعده أن تأخذ من شعرك وأظفارك .. لماذا ؟؟ لأنك لن تذبح أضحية أصلا فبما انك لن تذبح أضحية وبالتالي لا ينطبق عليك قول النبي صلى الله عليه وسلم : إذا دخلت العشر أراد أن يضحي فلا يأخذَ شيء من شعره أو أظفاره أنت لن تضحي أنت ستذبح الهدي وبالتالي لا يلزمك أن تمسك عن شعرك وأظفارك إلا إذا دخلت في الإحرام الحقيقي إذا دخلت في الإحرام التام يلزمك أن تتمتع عن شعرك وأظفارك في اليوم السابع أو الثامن أما قبل ذلك فليس عليك بأس فيه . وكذلك أيها الإخوة الكرام من المسائل الهمة المتعلقة بهذا أنه من كان سيحج مفردا وبالتالي ليس عليه هدي وعليه أضحية وسيمسك عن شعره وأظفاره بداية من ظهور العشر فإذا حج مفردا فإنه لا بأس عليه إذا جاء اليوم العاشر أن يحلق رأسه حتى وإن كانت أضحيته لم تذبح في بيته حتى لو قال أولاده سوف نذبح أضحيتك في اليوم الثاني ما دام أنه سوف يأخذ شعره قربة لا ترفها ولا يأخذ من شعر شاربه ولا من لحيته ولا من غير ذلك من أجزاءه . هذه أيها الإخوة الكرام عبادات يتقرب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى وسواء عرفنا الحكمة منها أم لم نعرف فنحن عبيد أرقاء بين يدي العظيم جل في علاه يأمرنا فنطيع اقتنعنا أو لم نقتنع (إِنَّمَاكَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِلِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) فإذا كان الإنسان عرف الحكمة من الشيء فعمل فبها ونعمة لكن لا يكن طاعتك للأمر مقيدة بمعرفتك للحكمة فإذا عرفت الحكمة فأطعت وإذا لم أعرف الحكمة لن أطيع ؟ ! كلا بل تطيع أولا ثم تجتهد بعد ذلك في البحث عن الحكمة إن عرفت ذلك يستحب أيضا في هذه الأيام العشر الإكثار من العبادات عموما خاصة ذكر الله عز وجل يقول الله سبحانه وتعالى : وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ فذكر الله تعالى الذكر مع أن الذي يذهب للحج يشتغل بغيره من العبادات لكن الذكر لأنه أفضلها جعله الله تعالى هو الظاهر في هذه الآية وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله تعالى من عشر ذي الحجة ثم قال فأكثر فيهن من التسبيح والتكبير والتهليل فينبغي من الإنسان إذا دخلت عليه هذه العشر أن يكثروا من التسبيح والتكبير والتهليل وهي الأيام المعلومات التي ذكرها الله تعالى في القران كما ذك ر ذلك بن عباس وبن عمر وهو قول أبي حنيفة والشافعي والمشهور عن أحمد أن قول الله تعالى : وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أن المقصود بها هي أيام عشر ذي الحجة أما كيفية هذا الذكر وما هي السنة فيه وكيف ينبغي على الإنسان أن يشتغل به وما هو المطلق وما هو المقيد منه لعلنا أن نقف على ذلك في الخطبة الثانية أقول ما تسمعون واستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبة وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين أما بعد أيها الإخوة الكرام : بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الذكر في هذه الأيام له فضل كبير يقول بن القيم رحمه الله تعالى لما تكلم عن أيام العشر وعن فضل يوم عرفة قال : الأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع و الدعاء والذكر دون الصوم لأنه يضعف الإنسان قال أما الأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد لاسيما التكبير والتهليل والتسبيح فهو أفضل من الجهاد غي المتعين أفضل من الجهاد العام إلا إذا كان الجهاد متعينا قال بن القيم : فالأفضل في كل وقت وحال إيثار مرضاة الله تعالى في ذلك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه فأفضل ما يفعل في عشر ذي الحجة الذكر سواء كان قراءة القران التسبيح التهليل الاستغفار الدعاء وما شابه ذلك هذا أفضل من غيره من العبادات فو استطعت في كل يوم أن تستغفر ألف مرة أو ألفي مرة أو عشرة آلاف مرة وأن تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير أن تقولها مئات المرات فبلا شك أنك على خير ما دام أنك تشتغل بمثل هذا فهي قاطنة عموما خلال السنة لكنها تتأكد في العشر من ذي الحجة . التكبير أيها الإخوة الكرام في أيام عشر ذي الحجة كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر به أكثر مما يأمر بغيره . تكبير الله تعالى والتكبير في العشر نوعان: تكبير مطلق وتكبير مقيد أما التكبير المطلق : فإنه في جميع الأوقات منذ أن تدخل العشر فتشتغل بقولك الله أكبر .. الله أكبر لا إله إلا الله الله أكبر الله أكبر ولله الحمد قال الشافعي وإن زاد وقال الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون لا إله إلا الله وحدة صدق وعدة ونصر عبده وهزم الأحزاب وحدة لا إ له إلا الله والله أكبر إلى آخرة. قال الشافعي من قال ذلك فهو حسن كما نقله بن القيم في زاد المعاد فكون الإنسان يكثر من التكبير فهذه فضيلة منذ أن تدخل العشر اشتغل بالتكبير وأنت في سيارتك وأنت في مكتبك صباحا وفي الظهر وعلى أي حال كنت وأنت على فراشك وأنت على كل حال من أحوالك أكثر من هذا التكبير . كان بن عمر وأبو هريرة وكان عمر رضي الله عنهم جميعا يبكرون إلى الحج في أيام العشر فيخرجون من اليوم الثالث أو الرابع وينصبون خياما لهم في منا فكان الواحد مهم وهو جالس في خيمته يمر الناس بالخيمة فيسمعون تكبيره فيكبرون فيسمعهم الذين وراءهم فيكبرون قالوا حتى ترتج منا تكبيرا . وكان بن عمر يمشي في الأسواق في أيام العشر يعني في أسواق مكة بين الحجاج ويقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فيسمعه الناس فيكبرون بتكبيره هذه أيها الأحبة هو شعار لهذه الأيام العشر فإذا الناس سمعوك تفعل مثل ذلك تذكروا أننا في العشر كما انه لو أعلن مثلا في رمضان أن غدا عيد وهو الثلاثين من رمضان فصليت العشاء مع الناس ثم قلت الله أكبر الله أكبر سيلتفت الناس إليك ويقولون غدا عيد ؟ فما كبرت تكبير العيد صارت شعيرة مرتبطة بيوم فعلم الناس أن هذا التكبير من شعائر العيد فسألوك فقالوا غدا عيد ؟ فكذلك ما يتعلق بأيام العشر من شعائرها الإكثار بهذا اللفظ من التكبير الكثير من التكبير المطلق من أول أيام العشر ويستمر إلى آخر أيام التشريق على الراجح من أقوال أهل العلم إذا يستمر ثلاثة عشر يوما وأيام التشريق هو الحادي عشر و الثاني عشر وعشر الثالث من أيام ذي الحجة تكبيرها مطلق كلها على الراجح من أقوال أهل العلم . وهناك تكبير مقيد وهي أيام معينة فيجمع فيه ما بين التكبير المطلق والتكبير المقيد وهو من فجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق فأنت تكبر تكبيرا مطلقا طوال الوقت فإذا دخل فجر يم عرفة إلى صلاة العصر في اليوم الثالث عشر من أيام ذي الحجة أكدت التكبير وكررته بعد الصلوات المفروضات أكثر من غيره بدأت به قبل قولك استغفرا لله اللهم أنت السلام بدأت بالتكبير لان التكبير يتحول على مقيد بهذه الصلوات أما من كان حاجا فإن التكبير المقيد يبدأ في حقه من بعد رميه لجمرة العقبة لأنه يكون مشغول قبله بالتلبية لله سبحانه وتعالى . أيها الأحبة الكرام أما صيام هذه الأيام أعني أيام العشر فقط اختلف أهل العلم هل يستحب أن يصومها كلها أم أن يصوم بعضها ولهم في ذلك أقوال مهم ما في مسلم من قول عائشة رضي الله عنها ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط وقالت حفصة أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء والعشر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتا الفجر وهذا ذكره الإمام أحمد في مسنده وفي سنده أبو إسحاق الأشجعي الكوفي وهو مجهول فذكر أهل العلم للتوفيق بين الروايتين يستحب له أن يصوم من العشر لكن لا يستحب له أن يصومها كلها ولو أن إنسان أراد أن يصوم من بدايتها على يوم التاسع مثلا إذا كان غير حاج أو إذا كان حاج يوم من الأول إلى الثامن فهذا غير مستحب له على الراجح وإنما يصوم أكثرها فيصوم مثلا اليوم الأول والثاني ويفطر اليوم الثالث يصوم الرابع والخامس وبفطر اليوم السادس وما شابه ذلك . وذلك ليصل قدر المستطاع مما وصفه أهل العلم من حل النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الأيام العشر أسال الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا ويجعلنا ممن ينتهزون مواسم الخيرات وممن يرفع لهم فيها الله تعالى الدرجات ويكفر عنهم السيئات اللهم إنا نسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك ربنا من الشر كله عاجله وآجاله ما علمنا منه وما لم نعلم . اللهم إنا نسألك يا حي يا قيوم يا ذالجلال و الإكرام اجعل مقدم حجاج بيت الله الحرام لبيتك العتيق سالما مسلما اللهم من أراد بهم سوء أشغله في نفسه ورد كيده في نحره يا حي يا قيوم . اللهم من أراد حجاج بيتك العتيق الذين أتو ضيوفا عليك يا ربنا من أرادهم بتخريب أو تفجير أو أمراض أو نوع من الأذى اللهم فنسألك أن تكشف سريرته وأن تهتك ستره وأن تظهر أمره يا قوي يا عزيز وأن تجعله عبرة للمعتبرين يا حي يا قيوم اللهم إنا نسألك يا ذا الجلال و الإكرام أن تعز الإسلام والمسلمين في كل مكان وتخذل الشر والمشركين وتدمر أعداءك أعداء الدين وتجعل بلدنا هذا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم وفقه لهداك واجعل عمله في رضاك وسائر ولاة أمور المسلمين في كل أرض يا حي يا قيوم. اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك علة محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد سبحانك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين الشيخ الدكتور / محمد بن عبدالرحمن العريفي |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الجمعة , خطة , والمناسبات |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
|
|